من المعلوم أن دلالة الألفاظ تنقسم إلى دلالات لغوية عامة, ودلالات اصطلاحية خاصة بأهل كل فن وصناعة، فالدلالة العامة للألفاظ نبحث عنها في معاجم اللغة حيث نجد المعنى اللغوي العام لكل كلمة مستعملة, وشائعة.
أما المعاني الاصطلاحية فنبحث عنها في المؤلفات الخاصة بكل فن من فنون القول، مثل الفاعل في علم النحو يختلف عنه الفاعل في القانون وعلم الجريمة، وليس من قصدنا في هذا البحث أن نتعرض للمعنى اللغوي العام لكلمة "العقل" أو لبيان أصولها الاشتقاقية، وليس من قصدنا أيضا البحث عن العلاقة بين المعنى اللغوي للكلمة والمعنى الاصطلاحي لها؛ لأن ذلك قد تعرضت له دراسات عديدة في مجالات مختلفة. والذي نقصده بالدرجة الأولى هنا بيان مفهوم العقل الوظيفي المعرفي.
لقد عرّف الفلاسفة العقل بأنه جوهر قائم بنفسه وقالوا: إن هذا التعريف مبين لماهية العقل وحقيقته، وهذا التعريف يقوم عندهم على أساس مذهب الفلاسفة في التفرقة بين الماهية والوجود. وهذه التفرقة قد ثبت بطلانها في العديد من الدراسات التي نهض بها علماء