المعارف والعلوم ورفض كل ما هو زائف منها، كما ينبئ العقل في الكثير من أحواله عن العلل والأمراض التي تعتري هذه الفطرة فتحجبها عن تقبل الحق ومعاندته ورفضه بل محاربته، وهذا أمر معروف في تاريخ العلاقة بين الوحي والإنسان على طول التاريخ.

إن جذور هذه العلاقة تمتد في أعماق التاريخ لترتبط بأبي البشرية آدم -عليه السلام- حيث يسجل لنا القرآن الكريم بداية هذه العلاقة في حوار هادئ بين الوحي والإنسان، فحين أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس امتنع, وقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} فكيف أسجد له وأنا أشرف منه؟ مدعيا شرفه على آدم؛ لأن النار عنده أشرف من الطين، وبالقياس العقلي عند إبليس لا يجوز أن يسجد الأشرف للأدنى. والقصة معروفة بتكرار ذكرها في القرآن الكريم، ثم أمر الله آدم وزوجته أن يسكنا الجنة, وحذرهما من إغواء الشيطان لهما وقال لهما: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ} .

وقال لهما: إن حال مقامكما في الجنة لا يعتريكما جوع ولا عراء ولا ظمأ {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} ثم أباح لهما الأكل من الجنة حيث شاء إلا شجرة واحدة نهاهما عن الأكل منها وقال لهما: {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِين} . وكرر القرآن الكريم تحذيره لآدم من متابعة الشيطان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015