الوحي والإنسان: قراءة تاريخية:

إن قضية العقل والدين وتصور العلاقة بينهما ليست وليدة هذا العصر، ولا هي من خصوصياته، كما أنها ليست وليدة عصر معين ولا من خصوصيات أمة بعينها. إنها تضرب بجذورها في أعماق التاريخ من يوم أن دبّ الإنسان على ظهر الأرض.

نعم، إنها ليست من خصوصيات أمة دون أمة، ولا من خصوصيات حضارة دون حضارة، إنها إرث مشترك بين بني الإنسان منذ وعى الإنسان وجوده، وقد تأخذ العلاقة بين الدين والعقل شكل حوار هادئ أحيانا, وقد تأخذ شكل صراع عنيف أحيانا أخرى, وبالتالي فلا بد أن تختلف لغة التعبير عن هذه العلاقة من أمة إلى أخرى، ومن مستوى ثقافي إلى مستوى ثقافي آخر في داخل الحضارة المعينة حسب قرب هذه اللغة من منطق الفطرة السليمة أو بعدها عنها، فإن من مقاصد خطاب الوحي الديني التوجه إلى الفطرة السليمة التي تتجلى أنوارها في مظهر العقل وتجلياته المعرفية، فإن العقل في أسمى تجلياته نور من نور الفطرة ومظهر من مظاهرها، كاشفا عنها وعن سلامتها واستعدادها لتقبل ما هو صحيح من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015