قبلتنا سياسيا فتتمتع شعوب العالم العربي بالحرية كما يتمتع بها الغرب، أو ينعم بالديمقراطية كما ينعم بها الغرب، فهذا ما لم نسمعه من أحد بعد.

وهذه الدراسة الموجزة محاولة متواضعة أتينا خلالها بتوضيح العلاقة التاريخية بين العقل والنقل ومهمة كل منهما، وما هي وظيفة العقل وعلاقته بعالم الشهادة وعالم الغيب، وحاولت فيها أن أوضح فلسفة الإسلام في موضوع المعرفة وغايتها وموضوعها.

وعلاقة الوحي والعقل بهذه القضية وعناصرها المختلفة, وأن لهذا العالم عالم الشهادة باعتباره موضوعا للمعرفة, وظائف متعددة: منها وظائف كونية، ومنها وظائف اجتماعية، وأخرى عرفانية، وأن حاجة النفس إلى الاعتقاد حاجة فطرية ضرورية، وأن الموقف المعرفي كله تختلف فلسفته في الحضارة الإسلامية عنها في الحضارة الغربية من ناحية الأهداف والمقاصد، وكذلك من ناحية الوسائل والمناهج. وليغفر لنا القارئ الكريم ما يجده في هذه العجالة من تقصير, وليكن عذرنا بين يديه نبل المقصد، وسمو الهدف، والله من وراء القصد وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت, وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015