اتباع النقل، ولا بد من التخلص من هذه الظواهر التاريخية التي تعود بنا إلى الماضي بدلا من أن تقودنا إلى الأمام، وبدلا من أن تتوجه إلى السماء نعبد فيها إلها مفقودا ينبغي أن نتوجه إلى الأرض فنهتم بالإنسان الموجود. وينادي بعضهم بتأنيس الإله أو تأليه الإنسان، إنها ثورة على العقائد الموروثة التي تكبل حركة العقل وتعوق مسيرة التقدم! فما الفرق إذن بين الموقفين, ما الفرق بين المعاندين للوحي قديما والمعاندين للوحي في عصرنا الحاضر؟!
ولقد ظهر في تاريخ الأنبياء من أنكر البعث واليوم الآخر, وقالوا: {إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} .
ويوجد الآن بين أظهرنا من لا يؤمن باليوم الآخر كلية, ويدعو إلى التخلص من هذه الخرافات التي لا يقبلها العقل, إذ لا يعرف العقل المعاصر معنى لما يسمى بالضرورة الدينية، أو الغيب فالإنسان مادة تفنى بفناء الجسم ولا بعث ولا حساب ولا جنة ولا نار. وليس وراء الحياة الدنيا شيء ينبغي أن نعمل لأجله أو نخشاه, وما هي إلا هرطقة يأباها العقل والعلم معا, وصرح بعضهم بأن هذه القضية كانت ولا زالت أحد عوامل التخلف للمسلمين.
ولقد ظهر في تاريخ الأنبياء من وصف رسل الله بالسفاهة والضلالة، والجنون، والسحر وحب الزعامة والرياسة, ويوجد بين أظهرنا الآن من يصف ورثة الأنبياء بما وصف به رسل الله سابقا من السفاهة, والضلالة، والجنون.