4- {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189] .
5- {يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: 217] .
ولو أحصيت الآيات التي نزلت لسبب معين لا تجدها أكثر من خمس آيات القرآن الكريم. ومما ينبغي أن يعرف أن الأحكام الشرعية التي تضمنتها هذه الآيات ونزلت بسببها لم تتغير حسب الظروف ولم يتطور الحكم الذي نزلت به حسب تطور العصور, بل كان واقع المسلمين خاضعا له، فلم تكن الخمر حراما في وقت ثم أصبحت حلالا في وقت آخر، ولم يكن المحيض حراما في وقت دون وقت ... إلخ، بل كان واقع المسلمين خاضعا لأحكام هذه الآيات أمس واليوم وسيظل محكوما به إن شاء الله, فكيف يقال: إن الوحي كان تابعا للواقع يتغير بتغير الواقع, ويتطور حسب ظروف الناس.
قد يفهم بعض الدارسين أن كل أحكام الشريعة الإسلامية قد طرأ عليها التطور, مستدلا على ذلك بموقف الإمام الشافعي؛ حيث كان له مذهب يفتي به في العراق, ولما حضر إلى مصر أفتى بمذهب جديد يخالف ما كان يفتي به في العراق. وهذا ما صرح به بعضهم في كثير من الندوات كان يدعي فيها أنه "شافعي العصر".