على إيجاد حاجز نفسي بين الشباب والإسلام، في ثوب من الألفاظ والمصطلحات المستوردة من كتابات المستشرقين عن الإسلام، فالوحي عندهم قيد على حركة العقل، يعوق التفكير الحر، قيد على حركة التاريخ وهو رمز للتخلف والرجعية، فإما العلم والتقدم والمعاصرة أو الحداثة وإما التمسك بالوحي والتقيد بأحكام النص؛ لأن ارتباط الإنسان بالله يصرفه عن الارتباط بالطبيعة, واهتمامه بالتمسك بأحكام الوحي يصرفه عن التمسك بأحكام العقل. ومما طم الوادي في عصرنا أن بعض العناصر النسائية قد انضمت إلى ثلة المعارضين للوحي تقربا وزلفى إلى سيدات مصر الأوليات؛ انتصارا لهذا التوجه الثقافي. ولقد انتهزت بعض السيدات الفرصة واتخذت من موقعها الوظيفي مصدرا لقوة رأيها ففتحت أمامها أبواب الصحف والمجلات الموصدة في وجه الآخرين وأخذت المقالات اليومية والأسبوعية تصافح القراء بهذه الآراء, مغلفة بألفاظ معسولة مثل التقدمية, العقلانية, الحداثة، التطور، محاربة التخلف والرجعية.
وصدق الله العظيم حين قال: {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: 8] .
وكما قال سبحانه: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 104] .