على عالم الغيب, وإنما قصدنا الأول التنبيه إلى إحدى وظائف عالم الشهادة التي غاب عنها البعض وراح يتحدث عن عالم الغيب بأنه حديث خرافة وأن المؤمنين به رافضون لمنطق العقل ويقودون القافلة إلى الوراء ... و ... و ... إلخ ما يثيره دعاة التنوير الغربي في مجتمعنا. ولو أداروا بعقولهم فيما حولهم وتأملوا الموقف بعين الإنصاف لعلموا أن حديثهم في ذلك عين الخرافة والجهل.
الوظيفة الرابعة:
4- الكون مسخر للإنسان:
إن هذا الكون بعالميه السفلي والعلوي مسخر لخدمة الإنسان وتحقيق مصالحه، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} ، {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} ، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 33، 34] , {هُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً} [النحل: 14] .
وقانون التسخير هذا عام وشامل لكل ما في السموات والأرض برا وبحرا وجوا، فالكل مسخر للإنسان، فكما جعل الشمس والقمر والليل والنهار مسخرات بإذنه سبحانه، أرسل الرياح مبشرات، وأرسل الرياح لواقح، فأنزل من السماء ماء, وجعلها حاملة للماء لتنقله إلى الأرض الجرز لتخرج به الزرع مختلفا ألوانه, ومظاهر التسخير واضحة في كل جزئيات الكون لا تحتاج إلى بيان