بالكشف عنها والإيمان بها، والعمل في ضوئها وبمقتضاها، والسير نحو تحقيق هذه الوظائف وتلك الغايات وعدم التعارض معها أو العمل على عكس مقتضاها. ومن أهم هذه الوظائف ما يلي:
الوظيفة الأولى:
1- إن هذا الكون بطرفيه: الطبيعي والاجتماعي آية دالة على خالقه، وكل جزئية منه تحمل في طياتها هذا المعنى. إنها آية دالة على أن لها خالقا، فهي لم توجد من العدم، وهي لم تخلق نفسها كما قال سبحانه وتعالى: {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ} [الطور: 36] .
ويؤكد القرآن الكريم في الكثير من الآيات على هذه الوظيفة, وعلى أهميتها في التعامل مع الكون موضوع المعرفة باعتبار أن الكون كله آية وبرهان عملي واقعي على أن له خالقا.
وعليك أن تقف معي أمام هذه الآيات متأملا لتعرف أهمية هذه الوظيفة في دلالة الكون على خالقه, قال تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ، وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 20، 21] .
{وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ، وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ، لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} [يس: 33، 34] .