من ادعى النبوة كمسيح الهند القاديانى الدجال، ومن ادعى الألوهية (كالبهاء) وقد أخفى أتباع هذا كتابه الملقب بالأقدس؛ لئلا يفتضحوا به بين الناس وأضعف منه وأسخف بيان أستاذه الباب.
أنّ ترجمات القرآن التى يعتمد عليها علماء الإفرنج فى فهم القرآن كلها قاصرة على أداء معانيه التى تؤديها عباراته العليا وأسلوبه المعجز للبشر، وهى إنما تؤدى بعض ما يفهمه المترجم له منهم إن كان يريد بيان ما يفهمه، وإنه لمن الثابت عندنا أن بعضهم تعمّدوا تحريف كلمه عن مواضعه، على أنه قلما يكون فهمهم تاما صحيحا، ويكثر هذا فيمن لم يكن به مؤمنا، بل يجتمع لكل منهم القصوران كلاهما: قصور فهمه، وقصور لغته، وقد اعترف لى ولغيرى بهذا مستر (محمد) مارماديوك بكتل الذى ترجمه بالإنكليزية وجاء مصر منذ ثلاث سنوات (?) فعرض على بعض علماء العربية المتقدمين للغة الإنكليزية ما رأى أنه عجز عن أداء معناه منه، وصحح بمساعدتهم ماذا كرههم فيه (?).
واعترف بذلك قبله الدكتور (ماردريس) المستشرق الفرنسى الذى كلفته وزارتا الخارجية والمعارف الفرنسيتان لدولته ترجمة 62 سورة من السور الطوال والمئين والمفصل التى لا تكرار فيها ففعل، فقد قال فى مقدمة ترجمته التى صدرت سنة 1926 ما معناه بالعربية:
«أمّا أسلوب القرآن فإنه أسلوب الخالق جلّ وعلا، فإنّ الأسلوب الذى ينطوى على كنه الكائن الذى صدر عنه هذا الأسلوب لا يكون إلا إلهيا، والحق الواقع أن أكثر الكتّاب ارتيابا وشكّا قد خضعوا لسلطان تأثيره (فى الأصل- لتأثير سحره- يعنى تأثيره الذى يشبه السحر فى كونه لا يعرف له سبب عادى) وأن سلطانه على ثلاث مائة مليون من المسلمين المنتشرين على سطح المعمورة لبالغ الحد الذى جعل أجانب «المبشرين» يعترفون بالإجماع بعدم إمكان إثبات حادثة واحدة محققة ارتد فيها أحد المسلمين عن دينه إلى الآن (?).
ذلك أن هذا الأسلوب الذى طرق فى أول عهده آذان البدو (?) كان نثرا جد طريف،