جاء فى تفسير كلمة «وحى» من قاموس الكتاب المقدس المطبوع فى الطبعة الأمريكانية فى بيروت سنة 1984 ما نصه مع حذف أكثر رموز الشواهد.
وتستعمل هذه اللفظة للدلالة على نبوة خاصة بمدينة أو شعب، وجاء فى (جزء 12: 10) «هذا الوحى هو الرئيس» أى أنه لآية للشعب وعلى العموم يراد بالوحى الإلهام.
وعلى ذلك يقال: «إن كل الكتاب هو موحى به من الله» والوحى بهذا المعنى هو حلول روح الله فى الكتّاب الملهمين وذلك على أنواع:
1 - إفادتهم بحقائق روحية أو حوادث مستقبلة لم يكن يمكنهم التوصل إليها إلا به.
2 - إرشادهم إلى تأليف حوادث معروفة أو حقائق مقررة والتفوه بها شفاها أو تدوينها كتابة بحيث يعصمون من الخطأ. فيقال: «تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس، وهنا لا يفقد المتكلم أو الكاتب شيئا من شخصيته، وإنما يؤثر فيه الروح الإلهى بحيث يستعمل ما عنده من القوى والصفات وفق إرشاده تعالى، ولهذا نرى فى كل مؤلف من الكتّاب الكرام ما امتاز به من المواهب الطبيعية ونمط التأليف وما شابه ذلك وفى شرح هذا التعليم دقة، وقد اختلف العلماء فيما أوردوه من شرحه، غير أن جميع المسيحيين يتفقون على أن الله قد أوحى لأولئك الكتّاب ليدونوا إرادته ويفيدوا الإنسان ما يجب عليه من الإيمان والعمل لكى ينال الخلاص الأبدى» أهـ.
وجاء فى تفسير «نبى. أنبياء. نبوة» منه ما نصه:
«النبوة لفظة تفيد الإخبار عن الله، وعن الأمور الدينية، ولا سيّما عمّا سيحدث فيما بعد، وسمى هارون نبيا لأنه كان المخبر والمتكلم عن موسى نظرا لفصاحته (خروج 7: 1) أما أنبياء العهد القديم فكانوا ينادون بالشريعة الموسوية، وينبئون بمجيء المسيح، ولما قلت رغبة الكهنة وقل اهتمامهم بالتعليم والعلم فى أيام صموئيل أقام مدرسة فى الرامة وأطلق على تلامذتها اسم بنى الأنبياء فاشتهر من ثم صموئيل بإحياء الشريعة وقرن اسمه باسم موسى وهارون فى مواضع كثيرة من الكتاب، وتأسست أيضا مدارس أخرى للأنبياء فى بيت إيل وأريحا والجلجال وأماكن أخرى، وكان رئيس المدرسة النبوية يدعى أبا أو سيدا، وكان يعلم فى هذه المدارس تفسير التوراة والموسيقى والشعر، ولذلك كان الأنبياء شعراء وأغلبهم كانوا يرنمون ويلعبون على آلات الطرب، وكانت الغاية من هذه المدارس أن يرشح الطلبة فيها لتعليم الشعب. أما
معيشة الأنبياء وبنى الأنبياء فكانت ساذجة للغاية، وكثير منهم كانوا متنسكين أو طوافين يضافون عند الأتقياء.