فهذا العالم الأوروبى المستقل الفكر يقول: إن كل ما كان به أنبياء بنى إسرائيل أنبياء كان ثابتا لمحمد، ونحن نقول: إنّ جميع خصائص النبوة التى كانت فيه هى أكمل شكلا وموضوعا وأصح رواية وأبعد عن الشبهات كما سنوضحه، وأما ما فسر به هذه الخصائص فهو التعليل الذى يعلل به الماديون الوحى المطلق، وسنتكلم عليه فى الفصل الثالث.
ولخص هذا العالم خبير نزول الوحى على محمد صلّى الله عليه وسلم من كتب إسلامية مذعنا لصحة روايتها، وفصّلها بعده العالم المستشرق الفرنسى أميل درمنغام (?) فى كتابه (حياة محمد) مذعنا لصحة الرواية ولموضوعها. شارحا لتأثير نبوته فى إصلاح البشر متمنيا الاتفاق بين المسلمين والنصارى، آسفا للشقاق بينهم.
وإننا ننقل هنا تعريف الوحى والنبوّة والآيات (العجائب) عن أحد علماء الإفرنج الجامعين بين العلوم العصرية والدينية والتواريخ، وهو الدكتور «جورج بوست» الشهير مؤلف كتاب (وقاموس الكتاب المقدس) بالعربية ليبنى عليها الباحث المستقلّ العقل حكمه فى نبوة أنبياء بنى إسرائيل ووحيهم، ونبوة محمد رسول الله وخاتم النبيين، والوحى الذى أنزل عليه.