الإسلام وعقائده وآدابه إنما هي أعمال غايتها ونهايتها التزكية والتطهير.
فالتوحيد تزكية؛ لأنه اعتراف وإقرار بالإله الواحد الذي لا رب غيره، وهذا الاعتراف والشهادة تزكية؛ لأن الاعتراف بالحق فضيلة، وجحده وإنكاره رذيلة، وأي رذيلة؟!
والعبادات كلها - مالية أو بدنية - ما هي إلا عمليات تزكية؛ لأنها تربط القلب بالخالق - سبحانه وتعالى -، وتذكّره به، وبذلك تحصل التقوى للقلب، ومن اتقى وخاف ربه ابتعد عن المحرمات، والمحرمات قاذورات، وفعل الخير طيبة وإحسان وبر وعدل.
ولذلك كانت الصلاة على رأس هذه الأعمال؛ لأنها من أنجع الوسائل للوصول إلى هذه التزكية، فتكرارها في اليوم والليلة، وذِكْرُ الله فيها، وحركاتها تصل القلب حقيقةً بالله. قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت: 45)؛ وذلك لأنها تربي