ثالثًا: التزكية:

التزكية هي إحدى المهمات التي من أجلها بعث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل هي غاية الرسالات وثمرتها. قال تعالى مُمْتَنًّا ببعثة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)} (الجمعة: 2).

وقال أيضًا: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)} (آل عمران: 164).

فالله امتَنَّ علينا في هاتين الآيتين ببعثه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي من مهماته قراءة آيات الله، وهذه نعمة كبرى، إذ نسمع كلام الله على لسان بشر منا.

ثم إنه يزكي هذه الأمة بما يقرأ عليها، وبما يوحى إليه.

ثم هو يخرج هذه الأمة من ظلمات الجهالة، وذلك بتعليم الكتاب والحكمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015