ثالثًا: للأمرَيْن السابقَيْن تصبح منزلة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في الطاعة المطلقة لا تدانيها منزلةٌ لأحدٍ من البشر.
ولذلك، فلا يقبل قول أحد؛ سواء كان: إمامًا فقيهًا، أو زعيمًا سياسيًا، أو مفكرًا أو مصلحًا؛ يخالف قولًا للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومن قدّم قولًا لأحد كائنًا من كان على قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد أساء وتعدى وظلم وخالف إجماع الأمة وكتاب الله وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -.
رابعًا: لا تكمل هذه المتابعة للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -؛ إلا بكمال الحب له كما قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» (رواه البخاري ومسلم).
ومما يعين على هذا الحب: التزام أمره دائمًا، والمسارعة في طاعته، وتقديم قوله على كل قول، وتذكر مواقفه ومشاهده، ومُدارسة سنته وسيرته - صلى الله عليه وآله وسلم -.