والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يأمر ولا ينهى ولا يحَرّم ولا يحل في أمور الدين بشيء من عند نفسه، بل بأمْرِ الله - سبحانه وتعالى -، ولا يخبر بشيء من الغيب إلا بوحي منه - عز وجل -؛ كما قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)} (الحاقة: 44 - 47).
ثانيًا: الدين هو المنهج والطريق والحكم والصبغة العامة، وليس هو التقرب فقط؛ كالمفهوم الشائع بين الناس اليوم.
ومعنى هذا أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - هو المشرّع بأمر الله لجميع شؤون الحياة التي له فيها أمْرٌ ونَهْيٌ وحُكْمٌ، وليس للطاعات والقربات فقط؛ فمعصية أحاديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في شؤون البيع والتجارة والزواج والطلاق والحكم والسياسة والحدود؛ كمعصيته في شؤون العبادة كالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها.