(أَمن يُبِيح المفلسين سلافها ... ويحول بَين دنانها ويصول)

(أَمن يهيم بالجمال صبَابَة ... فَكَأَنَّمَا نمارث الْجبَال جميل)

(يصبوا إِلَيْهِ قلب من هُوَ عِنْد أَرْبَاب ... الْقُلُوب معشق مَقْبُول)

(من كل فتاك اللواحظ مَا رنا ... إِلَّا تشحط فِي الدِّمَاء قَتِيل)

(نشوان عَسَّال المعاطف فاتر ... أجفان خمر رضَا بِهِ معسول)

(يهواه لَا يصغي لقَوْل مُفند ... أبدا وَلَا يثنيه عَنهُ عذول)

(وغريرة الألحاظ ناعمة الصِّبَا ... ريا الْإِزَار وخصرها مهزول)

(حوراء مائسة المعاطف طرفها ... سيف على عشاقها مسلول)

(سجدت إِلَيْهَا دمية فِي دمنة ... كَمَا استبان بروحها التَّقْبِيل)

(كل يهيم بحبه وكذاك من ... ملك الْإِرَادَة أمره الْمَفْعُول)

(مولَايَ دعة من دهته مُصِيبَة ... غطت عَلَيْهِ فعقله مَعْقُول)

(مَالِي أرى مِنْك حَيا بَاقِيا ... لَو لم يخنى ذهني المخبول)

(حاشى علاك من الْمَمَات وَإِنَّمَا ... هِيَ نقلة فِيهَا المنى والسول)

(ناداك من أحببته فأجبته ... وأتاك مِنْهُ بِالْقبُولِ رَسُول)

(وحننت نَحْو حماك حنة صَادِق ... لم يقتطعه عَن حماك بديل)

(فخلعت هيكلك السعيد مطهرا ... تبدو عَلَيْهِ نظرة وَقبُول)

(جَسَد علا وحلا وخف كَأَنَّمَا ... قد ضمن مِنْهُ الْحَامِل الْمَحْمُول)

(لم يستفد بِالْمَاءِ وغسلا إِنَّمَا المَاء ... الطّهُور بِغسْلِهِ مغسول)

(وكذاك مَا نقل الْأَنَام سَرِيره ... لَو لم يسر بالناقل الْمَنْقُول)

(وَالْأَرْض لَو لم تتخذها تربة ... لعلاه أوشك أَنَّهَا ستزول)

(وغدوت تحترق السَّمَوَات الْعلَا ... وأمامك التَّكْبِير والتهليل)

(حَتَّى حللت محلك الْأَعْلَى الَّذِي ... مَا بعده بعد وَلَا تَحْويل)

(فهناك عرس للوصال مُجَدد ... وسعادة تبقى وَلَيْسَ تَزُول)

(وليهن من والاك مَا أوليته ... من أنعم لم يحوها التَّحْصِيل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015