(والسمع والألحان لَا نور وَلَا ... طرب وَلَيْسَ على الشُّهُود قبُول)
(خطب ألم بِكُل قطر بَغْتَة ... كَانَت لَهُ شم الْجبَال تَزُول)
(فعلى الْمَعَالِي والعلوم كآبة ... وعَلى الْحَقَائِق ذلة وحمول)
(ولدى المعارف والإرادة فَتْرَة ... والعزم من أربابه مَجْهُول)
(والسالكون سطت عَلَيْهِم حيرة ... وغوى بهم نهج وخلل سَبِيل)
(والعارفون تنكرت أَحْوَالهم ... فحجاب عين قُلُوبهم مسدول)
(ودنان خمر الْحبّ قد ختمت وَبَاب ... الحان مهجور القنا مهلول)
(بَحر الْمعَانِي غاض بعد طموه ... جبل الْمَعَالِي انقاض وَهُوَ مهيل)
(علم الْهدى سم العديى غيث الندى ... لَيْث الردى مولى الورى المأمول)
(مَا كنت أعلم والحوادث جمة ... وَالنَّاس فيهم عَالم وجهول)
(إِن الدجى لبس الْحداد مرقعا ... لمصابه قدما وَذَاكَ قَلِيل)
(أَو أَن صوب المزن حِين همى على ... عفر الثرى دمع عَلَيْهِ يسيل)
(أَو أَن صَوت الرَّعْد حنة فَاقِد ... فقد الْعلَا فَلهُ عَلَيْهِ عويل)
(أَو أَن قلب الْبَرْق يخْفق روعة ... لسَمَاع مَا ناعي علاهُ يَقُول)
(أإمامنا يَا أوحد الْعَصْر الَّذِي ... مَا إِن لَهُ فِيمَن نرَاهُ عديل)
(يَا سيدا ملك الْقُلُوب فَكلهَا ... عَن حق طَاعَة أمره مسؤول)
(من يبرد المهج الْحرار وَمن لَهَا ... ببلوغ آمال الْوِصَال كَفِيل)
(أَمن يدل السالكين إِلَى حمى ... ليلى وَقد ضل السَّبِيل دَلِيل)
(أَمن يرى الْخطر الْعَظِيم غنيمَة ... وَيحل وسط حماه وَهُوَ مهول)
(أَمن يَقُول الْحق لَا متخوفا ... حَيْثُ النُّفُوس على السيوف تسيل)
(أَمن يجود على النُّفُوس بقهوة ... فتميل طُلُوع سطاه حَيْثُ يمِيل)
(أَمن يرى الْأَشْيَاء فِي ميدانه ... شَيْئا فَلَا نقص وَلَا تَفْضِيل)
(أَمن يحل المشكلات بِلَفْظَة ... يرْمى بهَا الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول)
(أَمن يَفِي بِضَمَان حَان مدامة ... حَبل النجَاة بدنهَا مَوْصُول)