(غادرتنا فِي نور هديك نغتدي ... وَنَرُوح لَا خوف وَلَا تضليل)

(وَتركت فِينَا مِنْك أخمارا بهم ... تسمو على من رابنا ونطول)

(وَلنَا رضَاع مِنْك ثمَّ رضاعهم ... فهم شموس مالهن أفول)

(بلغُوا أَشَّدهم لديك فَأَصْبحُوا ... وَعَلَيْهِم من بَيْننَا التعويل)

(ومقصرون عَن الرَّضَاع فصلتهم ... قبل الفصال فشاتهم مَعْقُول)

(أَطْفَال قصد فِي ضِيَافَة قَومهمْ ... والطف لَيْسَ يعِيبهُ التطفيل)

(أدنى التقي لَك الوداد وَرُبمَا ... أقْصَى الْقَرِيب الْجَهْل والتخييل)

(وَالْكل موعودون بِالْحُسْنَى وَمَا ... زرع سقَاهُ ندى يَديك محيلك)

(أوليتنا فضلا ومجدا شامخا ... مَا إِن يُحِيط بِبَعْضِه التَّفْصِيل)

(فجزاك عَنَّا الله أفضل مَا جزى ... مولى يبر عبيده وينيل)

(خُذْهَا عجالة مسنت عبثت بِهِ ... نَار الْفِرَاق فقلبه مَشْغُول)

(جاذبت فِيهَا النّظم ذهني بُرْهَة ... متوفقا لم أدر كَيفَ أَقُول)

(كَانَت على مَا خيلت لامية ... بكرا يقر بفضلها الْمَحْصُول)

(وأطلتها وَرَأَيْت أَنِّي مقصر ... وَمَتى يُحِيط بوصفك التَّطْوِيل)

(جَادَتْ ثراك من السحائب ثرة ... وكفت دموع قد وكفن همول)

(وغدت عَلَيْك صَلَاة رَبك مَا دجى ... ليل وضاء ضحى وآب أصيل)

(وتعاهدتك تَحِيَّة وكرامة ... مِنْهُ يروح بهَا صبا وَقبُول)

(وغدت علينا من حماك تَحِيَّة ... وبحسبنا من تربك التَّقْبِيل)

وَفِي الْحَرِير يَقُول سيف الدّين المشد // (من الوافر) //

(سَمِعت بِأَن خَيركُمْ عَليّ ... حباه الله مِنْهُ بالحبور)

(إِذا حضر السماع يتيه عجبا ... بِمَا أوتيه من عزم الْأُمُور)

(فَلَا تولوه تعنيفا ولوما ... فَمَا تَدْرُونَ أسرار الصُّدُور)

(وَمن ذَا فِي السماع لَهُ مقَام ... إِذا سَمِعت مقامات الحريري)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015