الشأن الغالب

على الخصوص الذين ذكرتهم:

فمنهم من إذا اطَّلع ساعة أو ساعتين في اليوم ظن أنه قد أتى بما لم يأتِ به الأوائل ,

ومنهم من إذا خرج لزيارة فلان من الناس بقصد الدعوة يظنّ أنه قد قضى ما عليه من

حق يوميّ, ومنهم من تتغلب عليه زوجة وعيال فيقطع عامة وقته في مرضاتهم, ومنهم

من اقتصر في تحصيل العلم على سماع بعض الأشرطة وحضور محاضرة أو اثنتين في

الأسبوع أو الشهر, ومنهم من غلب عليه الركون إلى الدنيا والتمتع بمباحاتها تمتعاً

يُفضي به إلى نسيان المعاني العلية, ومنهم من يقضي عامة يومه متتبعاً لسقطات

إخوانه, ومطلعاً على ما يزيد علمه رسوخاً في هذا المجال.

وهكذا يندر أن تجد إنساناً استطاع أن يعلو بهمته, ويجمع شمله ويَقْصر من الاعتذارات

والشكايات فتصبح حياته مثلاً أعلى يُحتذى به.

ولا أزعم أن جمهور الصحوة قد فات عليه هذا الأمر- أي أمر الهمّة وعلوها- ولكن

أقول جازماً بأنه - إلا القليل - لم يستثمروا هممهم حق الاستثمار, ولم يحاولوا أن

يرتقوا بأنفسهم حق الارتقاء.

يقول الأستاذ المودوديّ رحمه الله تعالى مخاطباً قوماً ممن ذكرناهم آنفاً:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015