((إنه من الواجب أن تكون في قلوبكم نار متّقدة تكون في ضرامها - على الأقل
مثل النار التي تتقد في قلب أحدكم عندما يجد ابناً له مريضاً ولا تدعه حتى تجرّه إلى
الطبيب، أو عندما لا يجد في بيته شيئاً يسد به رمق حياة أولاده فتقلقه وتضطره إلى
بذل الجهد والسعي.
إنه من الواجب أن تكون في صدوركم عاطفة صادقة تشغلكم في كل حين من
أحيانكم بالسعي في سبيل غايتكم, وتعمر قلوبكم بالطمأنينة, وتكسب لعقولكم
الإخلاص والتجرد, وتستقطب عليها جهودكم وأفكاركم بحيث إن شؤونكم
الشخصية وقضاياكم العائلية إذا استرعت اهتمامكم فلا تلتفتون إليها إلا مكرهين.
وعليكم بالسعي ألا تنفقوا لمصالحكم وشؤونكم الشخصية إلا أقل ما يمكن من أوقاتكم
وجهودكم, فتكون معظمها منصرفة لما اتخذتم لأنفسكم من الغاية في الحياة.
وهذه العاطفة ما لم تكن راسخة في أذهانكم, ملتحمة مع أرواحكم ودمائكم,
آخذةً عليكم ألبابكم وأفكاركم, فإنكم لا تقدرون أن تحرِّكوا ساكناً بمجرد أقوالكم
. .
الحقيقة أن الإنسان إذا كان قلبه مربوطاً بغايته, وفكره متطلعاً إليها, فإنه لا يحتاج إلى
تحريض أو دفع. . .
واسمحوا لي أن أقول لكم: إنكم إذا خطوتم على طريق هذه الدعوة بعاطفة أبردَ من تلك