من النار يصل إلى كعبيه يغلي منه دماغه؛ وفي صحيح البخاري قصة وفاة أبى طالب على الكفر واستغفار النبي صلى الله عليه وسلم له إلى نهاه الله عن ذلك بقوله عز وجل في سورة التوبة آية (113) : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113) } ولما مات أبو طالب على الكفر حزن عليه النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا فأنزل الله تعالى عليه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56) } وقد تقدم الكلام في ذلك.
الأمر الثاني: أن الله تعالى قد أكمل الدين وبلغه رسوله البلاغ المبين ولم يبق شيء منه خافيا ولا مكتوما، فكيف يقول له النبي صلى الله عليه وسلم أرشد الناس، وقد قال الله ذلك في كتابه؛ وقاله ولغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه. فمن ذلك قوله تعالى في سورة يوسف في آخرها: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) } وقال النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: (ليبلغ الشاهد الغائب) وقد فعلوا ما أُمروا به فلم تبق حاجة إلى أمر جديد لأنه يكون من تحصيل الحاصل وهو محال.
الأمر الثالث: كيف يتصور أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم مسلما صادقا في إسلامه محبا للرسول صلى الله عليه وسلم معظما له بأمر فيقول له أنا لا أفعل هذا الأمر إلا بشرط. هذا لو كان ذلك الشرط صحيحا؛ فكيف وهو شرط باطل يهدم قواعد الدين. وفي ذلك من سوء الأدب ما ينزه عنه أقل المؤمنين إيمانا؛ فكيف بسيد الأولياء على زعمكم.
الأمر الرابع: أن النجاة التي اشترطها الشيخ التجاني بزعمهم على النبي صلى الله عليه وسلم هي بيد الله وحده وليست في يد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يهبها للتجاني أو يمنعه منها؛ وقد تبين بطلان هذه الحكاية من أساسها والحمد لله رب العالمين.
زعم صاحب الرماح؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم تفضل على شيخه التجاني بدائرة الإحاطة؛ التي هي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وبمقامه، ومن بحرها تفضل عليه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكنز المطلسم الذي هو خاص به صلى الله عليه وسلم وبمقامه. ومن بحرها تفضل عليه مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخريدة