وفي لفظ (فتعرفت إليهم فبي عرفوني) قال ابن تيمية ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سند صحيح ولا ضعيف، وتبعه الزركشي والحافظ ابن حجر في اللآلي والسيوطي، قال القاري: وهو (أي هذا الحديث) واقع كثيرا في كلام الصوفية واعتمدوه وبنوا عليه أصولهم.
قال محمد تقي الدين: فيا عجبا لهؤلاء المتصوفة يحيطون بكل شيء من علوم الغيب بزعمهم ويجهلون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فينسبون إليه الموضوعات التي يعرفها أقل الناس معرفة بالحديث (وكيف يكون النوك إلا كذلك) النوك هو الحماقة فكيف يكون التناقض والتهافت إلا كذلك فسبحان من طبع على قلوبهم. ومضى إلى أن قال وفي هذه المحبة جميع العوام، حتى الكفار، فإنهم محبوبون عنده، ثم مضى إلى أن قال جوابا عن سؤال اعترض به على نفسه، وهو قوله: إذا كانت نفوس الكفار عالمة بالله قبل اتصالها بالأجساد، وارتكبت الكفر والمعاصي، فما ذنب الأجساد حتى تحرم من محبة الله تعالى، فالجواب: أن أجسام الكفار ليس فيها جهل بالله تعالى وإنما لها إدراك وحدها خلاف إدراك الروح وبذلك الإدراك صارت عارفة بالله تعالى. اهـ
والحاصل: أن أرواح الكفار وأجسادهم تشملها محبة الله وهذا مناقض للقرآن أتم المناقضة، قال تعالى في نهاية هاتين الآيتين: فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين، ومثل ذلك في القرآن كثير فقبَّح الله علما يصل بصاحبه إلى تكذيب القرآن تكذيبا صريحا، فيا أيها القوم اتقوا الله وعودوا إلى الإسلام فهذه المراتب العالية بزعمكم لا يصل إليها أحد إلا إذا كذَّب القرآن وجهل السنة المحمدية وجهل عليها.
الولي الكبير يرتكب الكبائر كالزنا وشرب الخمر والكذب وقتل النفس وغير ذلك من الدواهي.
قال صاحب الجوهر في (ج1ص115) ناقلا عن شيخه ما نصه: اعلم أن سيدنا