الموجودة في أطراف ونواحي المدينة قد اعترفت بسيادته، وقد كان منبع سيادته وقيادته رسالته ونبوته، والمستشرقون أساسًا لا يريدون التسليم في كتاباتهم بهذه المكانة الأساسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنها مكانة دينية.
يهود خيبر:
كان يهود خيبر من بين القاطنين خارج المدينة يحيكون المؤامرات ضد الدولة الإسلامية، وكان من أهم العناصر المتآمرة يهود بني نضير الذين نفوا من ديارهم، وخاصة شيوخهم ورؤساءهم الذين كانت نيران الانتقام والحسد تعتلج في داخلهم، فقد لعبت أيديهم دورًا في غزوة الأحزاب، وفي تأليب القبائل العربية على المدينة، وفي دفع بني قريظة إلى الغدر، وبعد صلح الحديبية وحين اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جانب قريش في مكة رأي أن أول عمل يجب أن يقوم به هو أن يسد باب مؤامرات يهود خيبر، وقام جيش المسلمين الذى ضم مجاهدي غزوة الحديبية بمحاصرة خيبر وكان بها عدة قلاع، تم حصار بعضها ولم تصمد للحصار، فسقطت واحدة بعد الأخرى وحين وضح لليهود أنهم سيهزمون عرضوا الصلح فقبله الرسول، وتم على أن يُقدِّم زراع اليهود نصف نتاج أراضيهم كل موسم بمثابة خراج، وبعدها تم عقد معاهدات أخرى مع يهود خيبر الآخرين الذين يعيشون في قرى فدك وتيماء ووادي القرى على نفس الشروط.
وصفحات التاريخ الإسلامي شاهد عدل وحكم فصل على أن المسلمين لم يغدروا وصانوا شروط معاهداتهم بكل أمانة وإنصاف وخوف من الله، ويشهد على ذلك الأعداء الذين هزموا، يشهدون على أصول العدل والإنصاف الإسلامي، وعلى سلوك المسلمين السامي، وما اتبعه المسلمون مع أهل خيبر ونواحيها من القرى إنما يثبت بذاته أن الإجراءات العسكرية التي نفذت ضد هذه المناطق لم تكن وراءها أية عوامل أو محركات اقتصادية بل كان هدفها