الأساسي الجهاد الإِسلامي الذي تم به رفع كلمة الله وتقوية الإِسلام وصيانة الأمة الإِسلامية والحفاظ على الدولة الإِسلامية.
والجيش الإِسلامي لم يكن كغيره من الجيوش يعمد إلى السلب أو النهب أو القتل أو الدمار، فلم يكن ليتعرض إلا للسلاح ولأموال الغنيمة التي يحصل عليها في ميدان القتال.
إن القبائل اليهودية التي سلكت مع الدولة الإِسلامية سلوكًا طيبًا سليمًا، ولم تلجأ إلى أسلوب التآمر أو الخداع ولم ترفع في وجه الدولة الإِسلامية السلاح، هؤلاء لم يتخذ المسلمون ضدهم أي إجراء عسكري، ولقد كان الإِجراء العسكري الذي اتخذه المسلمون ضد خيبر والقرى المجاورة لها إجراء اضطر إليه المسلمون حتى يقتلعوا جذور المؤامرات والفتنة والفساد.
الخطّ السياسي للعلاقات مع غير المسلمين:
يتضح من تحليل الخط السياسي للدولة الإِسلامية مع الفئات غير المسلمة أن الخط السياسي الذي اتخذه الرسول بعد الهجرة كان يهدف إلى دعوة القبائل والبطون غير المسلمة إلى الإِسلام، فإن امتنعوا عن قبول الإِسلام عقد معهم معاهدة صلح وتعاون أو على الأقل عدم انحياز.
وهكذا تم عقد معاهدات من هذا القبيل مع القبائل المجاورة للمدينة المنورة، وبخاصة القبائل الغربية مثل مزينة، جهينة، كنانة وغيرها، وبالتدرج وفي فترة بسيطة دخلت هذه القبائل في الإِسلام.
وقبل أن تنجح هذه التدابير والخطط التي وضعها رسول الله صلى الله عليه وسلم نجاحًا كاملاً بدأت سلسلة الغزوات مع قريش مكة، وكان من نتيجة ذلك أن بعض القبائل التي ناصبت الإِسلام العداء انتهجت نهجًا يهدف إلى التآمر على الدولة الإِسلامية وقتالها واضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعلن الجهاد ضد جميع هذه العناصر المعادية، وأخضع كثيرًا من تلك القبائل بهزيمتها، إلا أن الأسلوب