من الناحية الاقتصادية ونجحوا في ذلك تمامًا.
طبقًا للنظرية الاقتصادية التي ذكرها المستشرقون والتي أشرنا إليها قبلاً، وفحواها أن حياة المهاجرين الاقتصادية، حين لم تصل إلى كيفية تمكنهم من الحياة بطريقة ما، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلك أسلوب الإغارة والنهب العربي القديم، ولهذا جعل نصب عينيه أن يغير أولاً على القوافل التجارية لقريش، التي كانت تمر بالقرب من المدينة المنورة على طريق التجارة الدولي، متجهة إلى الشام شمالاً وإلى مكة جنوبًا، وهكذا وبعد الهجرة بستة أشهر أرسل أول سرية، وجعل على رأسها عمه حمزة بن عبد المطلب الهاشمي، وأمرها بالاتجاه إلى طريق التجارة الرئيسي، إلا أنه لم ينجح في الإغارة على قوافل قريش، وهكذا أرسل الرسول تباعًا، ولمدة سنتين سبع مهمات سرايا، وقاد بنفسه أربعة منها إلا أنه لم ينل منها غنيمة لكن المهمة الثامنة وقد كانت عند مكان يدعى نخلة، وكانت بقيادة عبد الله بن جحش وقبل غزوة بدر، كانت هناك قافلة ضخمة لقريش متوجهة إلى الشام. وقد أراد الرسول أولاً أن يوقفها بالقرب من هذا الطريق. وانتظر عودتها لكنها فاتته. فاضطر الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مواجهة الجيش الذي قدم لإنقاذ قوافل قريش القادمة، وهو ما نتج عنه غزوة بدر.
ولو استخدمنا التحليل والنقد التاريخي، فإنه فيما يتعلق بالمهام الأولى الثمانية قبل غزوة بدر يفهم من المصادر أنه لا توجد أية شهادة عينية أو رواية واضحة فيما يتعلق بأهداف جميع هذه الغزوات والسرايا يمكن أن يفهم - أو يثبت منها بالدليل أن دوافعها ومحركاتها كانت اقتصادية. ولابد أن يقول بعض كتاب السيرة وبعض المؤرخين المسلمين إن بعض هذه السرايا كانت موجهة ضد قوافل قريش إلا أن تحليل هؤلاء ليس له علاقة بالحقيقة، فلم يرو عن رسول