التي أَلِفوها ومن وطنهم الذي عاشوا فيه ليهاجروا بلا متاع إلى أرض أخرى ومدينة أخرى لم يألفوا العيش فيها.

وأهم أسباب هجرة المسلمين إلى المدينة إنما تتلخص في إيذاء قريش. هذا بينما ترى طبقة من المستشرقين أن الهجرة كانت للظلم الذي تعرض له المسلمون ويريد هؤلاء المستشرقون أن يثبتوا أن معارضة قريش لرسول الله وخلافها معه إنما كان نتيجة للأسباب الاقتصادية أكثر من كونه خلافًا لأسباب دينية.

وتهدف هذه الطبقة من المستشرقين إلى أن تجعل الحركة الإِسلامية حركة قائمة على ردود فعل اقتصادية ومعاشية، وأن تطعن في مكانة الحركة الدينية أو تجعل العامل الديني عاملاً ثانويًا.

إلا أن الظلم الأكثر من هذا قام به أولئك الناس الذين قالوا في نفس واحد، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قائدًا وزعيمًا دينيًا وأقروا أن الحركة الإِسلامية كانت حركة اقتصادية واجتماعية أكثر من كونها حركة دينية، وصحيح أن حركته حملت بداخلها عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية. وكان هذا أمرًا ضروريًا، إلا أنها كانت ذات توعية دينية مذهبية بالمقام الأول. أما الجوانب الأخرى كلها فتندرج تحت هذه النوعية وتتفرع منها. وبدون الدين الإِسلامي لم تكن لها مكانة تذكر، ولنقل إنها كانت ثمارًا للحركة الدينية فالأساس كان في الدين وفي الدين فقط.

قصة إله.!!

راج بين المستشرقين موضوع عجيب، ويتعلق بقصه إله. وقد وردت قصة إله هذه في المصادر الإِسلامية كما يلي:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في حرم الكعبة الآيات (19/ 20) (1) من

_______

(1) يقول تبارك وتعالى: ((أَفَرَأَيْتُمُ الَّلاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الْثَّالِثَةَ الأُخْرَى)). المترجم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015