اعتراضات لا محل لها على الإِطلاق، وترجع هذه الاعتراضات إلى قصور في فهم هؤلاء المعترضين أساسًا وعدم إدراكهم للسور والآيات المكية والمدنية وعدم فهم أحكامها.

إن مطالعة القرآن الكريم والأحاديث النبوية والتفاسير والتاريخ الإسلامي توضح أن أحكام القرآن الكريم كانت تنزل طبقًا لمستلزمات الوقت الحاضر، وضرورات المجتمع المسلم، وقد امتدت هذه السلسلة عبر فترة طويلة وصلت إلى ربع القرن تقريبًا.

ونزول الوحي تدريجيًا كما هو معروف من القرآن الكريم إنما كان لحكمة خفية، فقد كان القرآن هاديًا للأمة الإِسلامية آنذاك، ولم يكن لينزل مرة واحدة. فلا تستطيع الأمة أن تحمله. وكان هذا التقدير الإلهي قاضيًا بأن تتطور جميع الهيئات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية طبقًا لمستلزمات العصر، وهذا الأمر في حد ذاته يحمل بين طياته إثبات صدق الرسالة والنبوة المحمدية، ولو أنزل القرآن الكريم دفعة واحدة لكان من الممكن ألا يكون هناك من يشهد على نزوله، وإن وجدوا فإنهم سيكونون قلة، فخلال ربع القرن المذكور شاهد الآلاف من الناس بعيونهم وسمعوا بآذانهم القرآن ينزل على رسول الله، وليس هذا فقط بل إن نزول الأحكام الإلهية طبقًا لمستلزمات الوقت والزمان كان أمرًا مُشاهدًا. وما أورده المستشرقون حول عدم موافقتهم على ظروف بعض تعاليم القرآن، إنما هو أمر يرجع أصلاً لقلة مطالعاتهم وقصور فهمهم، وإلا فإن القرآن الكريم، كان مطابقًا تمامًا لظروف حياة المسلمين، وهو بالإضافة إلى ذلك يوضح طريق الهداية للبشرية كلها حتى يوم القيامة.

تدوين القرآن:

فيما يتعلق بتدوين القرآن الكريم، فطبقًا للروايات الإسلامية، تم ذلك بطريقتين طبقتا في العهد النبوى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015