إلا أن الشريعة المحمدية قد اكتملت الآن وهي القانون الإلهي الذي لا يتغير ولا يتبدل في جميع الأزمنة. رغم أن العقائد والأصول الدينية لدين محمد هي التي كانت في زمان الأنبياء الكرام السابقين. فعقائد التوحيد الإلهي والرسالة ونبوة الرسل، والآخرة كانت نفسها تمثل الأصول الشاملة للديانات السابقة، وهذا هو السبب في أن المنصفين والمحققين والمعاصرين الذين عرفوا للرسول حقه، حين سمعوا عن الرسالة الإلهية اعتبروها على الفور ميراثًا لأنبيائهم الكرام، فقبلوها وآمنوا بها. وتصرح المصادر الإسلامية أن ورقة بن نوفل -وهو يمت بصلة قرابة إلى السيدة خديجة وكان عالمًا مسيحيًا- هذا العالم حين سمع تفصيلات نزول الوحي على رسول الله صاح قائلاً: والله إن هذا لهو الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام!!

والنجاشى إمبراطور الحبشة المسيحي حين سمع خطاب جعفر بن أبي طالب ممثل المهاجرين المسلمين لم يصدق فقط برسالة محمد صلى الله عليه وسلم بل إنه حين سمع الآيات القرآنية التي نزلت في سورة مريم في حق عيسى عليه السلام قال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرجان من مشكاة واحدة. وعالم المدينة المنورة اليهودي عبد الله بن سلام اعترف بنبوة الرسول الأكرم من أول لقاء به، وقرر أن رسالته إنما هي تكملة ومتممة لنبوة وشريعة موسى.

وخلال مراحل التاريخ الإسلامي المختلفة يمكن تقديم الأدلة والشواهد التي لا تعد ولا تحصى، والتي تثبت أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم هو آخر حلقة من حلقات سلسلة الأنبياء الكرام وهو خاتمهم.!!

ومع أن الأغلبية العظمى من المستشرقين في العصر الحديث جعلوا من نزول الوحي الإلهي على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم موضع شك في نظرهم، إذ لا يمكن بحكم ارتباطاتهم - أن يقولوا شيئًا يؤيدها علانية، إلا أنهم راحوا يستفيدون من أصول التأريخ الحديثة فقالوا بأن الوحي والنبوة والرسالة أمور ميتافيزيقية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015