صادق مثله مثل الأنبياء السابقين، وأن الوحي كان ينزل عليه من عند الله القدوس. ومع ذلك فما زالت العقيدة المسيطرة على الغالبية العظمى من هؤلاء المستشرقين هي أن الوحي الرباني الذي نشاهده اليوم في صورة القرآن الكريم المكتوب هو في الحقيقة من صنع ذهن محمد ومهارة عقله. وأنه قد استفاد في ذلك بالتأثيرات المسيحية في منطقة الشام، واستفاد بتعليمات الإنجيل والتوراة.

وما أعجب هذا الأمر، وما أغرب أن يقول المؤرخون النصارى: إن القرآن مأخوذ عن تعليمات عيسى عليه السلام، بينما يرى المؤرخون والمفكرون اليهود أنه استفاد من تعاليم موسى، إلا أن الأعجب من هذا وذاك أن المؤرخين والمفكرين المسيحيين واليهود يغضون أنظارهم تمامًا عن أن يعلنوا أو يظهروا هذه الحقيقة فيما يتعلق بالقرآن الكريم وهي أن القرآن الكريم جاء مصدقًا ومكملاً للتعليمات الإلهية الصحيحة الموجودة في التوراة والإنجيل والصحف السماوية الأخرى فهو لم يرفضها ولم ينسخها ابتداءً. وإذا كان للمستشرقين وأتباعهم أن يفهموا ويقروا الحقيقة القائلة بأن الإسلام دين أزلي وأبدى نزل من عند الله الرحيم لهداية البشرية منذ زمان آدم عليه السلام.

وقد ارتقى الدين مع رقي العقل والفهم الإنساني، في أزمنة مختلفة حيث أرسل الله أنبياءه ورسله. واكتمل الدين من عند الله ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ليصبح الإسلام هو الدين الإلهي الوحيد إلى يوم القيامة ... لو آمنوا بهذا الأمر بعد فهمهم له لما ظهرت الشكوك، ولا الشبهات، ولا المشكلات، ولا الألغاز التي أثاروها، والتي تظهر أن رؤيتهم للإسلام، لا تقوم على أي أساس موضوعى نابع من فقه بالإسلام نفسه.

ويجب هنا أن نفهم نقطة أخرى، وهي أن الشرائع التي تنزلت على جميع الأنبياء السابقين. إنما كانت مناسبة لزمانهم ومتماشية مع ظروف مستواهم الحضاري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015