إن أكبر اعتراض أثاره المستشرقون هو اعتراضهم على الوحي الإلهي الذي أنزله الله تبارك وتعالى عن طريق الروح القدس على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن أسباب اعتراضهم عدم درايتهم بالمصادر الإسلامية وجهلهم بحقيقة الوحي الرباني، وأكثر من هذا تعصبهم الديني وعداوتهم للإسلام؛ لأن أكثر المستشرقين إما أنهم مسيحيون وإما أنهم يهود. ولهذا فهم يدركون أنهم إن اعترفوا بنزول الوحي الرباني فإن هذا يعني اعترافهم بالرسالة المحمدية، وهذا يعني عندهم إنكار نبوة موسى وعيسى عليهما السلام. وهذا ما لم يكونوا على استعداد له أبدًا. ومنذ البداية وحتى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. شاع في الغرب أن الوحي الذي نزل على محمد (خداع) Imposter، واتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه خدع الناس بإيهامهم بتلقي الوحي الرباني وذلك حتى ينال لنفسه أهدافًا سياسية واجتماعية واقتصادية.
وبعد ذلك بفترة ظهرت قصة اليمامة، وكانت من خرافات العقل الأوربي، وطبقًا لهذه الأسطورة فإن يمامة كانت تجلس على كتف الرسول وكانت تلتقط من أذنه الحب وهكذا كان يوهم الناس أنها تخبره بالكلام الإلهي. ولا نرى ضرورة للحديث عن هذه القصة الخرافية التي لا معنى لها. فجانبها الخرافي واضح وأظهر من الشمس أما " لامانس " فهو يقرر أن الوحي الإلهي كان نتيجة أضغاث أحلام ونتيجة لحدس ذاتي ( Outo - Suggestion) هذا بينما يرى البعض أن نزول الوحي كان نتيجة غيبوبة طارئة أو نتيجة لخداع حسّي أو هلوسة أو هذيان hallu cination، بينما كان عند البعض الآخر شيئًا ملازمًا لحالات الهستيريا.