يقضيها في أداء واجباته الدنيوية ومنها التجارة أيضًا. واستمر هذا إلى آخر أيام حياته قبل البعثة وفي هذا الخصوص نرى روايات كثيرة جدًا في مصادر مختلفة، إلا أنها غير واردة بشهورها وسنواتها حتى يمكن تحديد التدرج التاريخي أو الترتيب التاريخي لحياته التجارية طبقًا لذلك.
وما جاء ذكره في القرآن الكريم في سورة الضحى عن ثروة النبي وغناه إنما يتعلق بزمان عمله بالتجارة، وطبقًا لروايات المفسرين الكبار فإن هذه السورة تتعلق بالفترة الأولى لما بعد البعثة مباشرة، وما ورد فيها من ثروة إنما يرجع إلى ثروته الشخصية التي لم تكن مرهونة بمنّة أحد غيره. ولهذا فما يريد المستشرقون إثباته من فكرة الرهبانية إنما هو أمر خاطىء، فحياته صلى الله عليه وسلم كانت كلها جهدًا وجدا وكفاحًا وعملاً متواصلين.