وبالاضافة إلى صلة المصاهرة فإن رابطة العلاقات التجارية والاجتماعية بين الأسرتين كانت قوية واستمرت على هذا المنوال سواء كان ذلك في العهد الجاهلي أو في العهد الإسلامي، وكانت العلاقة بين أبي سفيان الأموي والعباس الهاشمي تتسم بالمحبة والمودة؛ إذ كانت علاقاتهما وثيقة ومتينة. وتحليل الصلات والعلاقات التي ربطت بين الأسرتين تحليلاً يشمل جميع جوانبها يدل على أن ما قيل عن منافسة غير ودية بينهما لا أساس له. وما ذكر في المصادر التاريخية يدلنا أيضًا على أن هذه الروايات قد صيغت أو تم " تلفيقها " فبولغ فيها، وجاءت هكذا بما حملته من مبالغة في مصادرنا التاريخية.
وهذه المحاولات ما هي أصلاً إلا صدى للميول العدائية لبني أمية، التي جعلت الرواة من أعداء بني أمية يسلكون هذا السبيل من أجل مسخ هذا العهد الأموي العظيم في التاريخ الإسلامي، بالإضافة إلى أن المؤرخين الجدد (من الماركسيين وغيرهم) ممن حاولوا تفسير التاريخ على أساس فكرة الصراع بين الطبقات وجدوا في تلك الروايات مأربهم فراحوا يصبغون التاريخ الإسلامي على أساس وجهة نظرهم الشيوعية ليجعلوه تاريخ صراع بين الطبقات!!
حياة الرسول - المرحلة الأولى:
قام بعض المؤرخين المسلمين المحدثين بتحوير بعض الوقائع البديهية في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم راحوا يفسرونها تفسيرات حديثة ويشرحونها شرحًا جديدًا، هذا بينما اعتبر المستشرقون جميع أحداث سيرة الرسول قبل بعثته روايات غير تاريخية أو مجرد حكايات.
وهكذا لم توضع جميع وقائع ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطفولته وفترة شبابه الأولى على محك التاريخ الموضوعي عند المستشرقين وطبقًا لتحليل فيليب حتى، رغم أنه- أي محمدًا صلى الله عليه وسلم - ظهر في نور التاريخ الكامل، إلا أننا نجد عدة