جميع زعماء القبائل والشيوخ تحت إمرتهم، ومن بين من بالغ في الأمر فوقع في الخطأ مولانا شبلي النعمان، وبعض المؤرخين المسلمين، وقد رأي أنه بعد وفاة عبد المطلب خرجت السيادة القومية والحكومة من بني هاشم وتحولت إلى بني أمية والدليل على هذا هو أن قائد جيوش قريش في حرب " الفجار " كان من بني أمية، بينما الحقيقة هي أن السياسة المكية كانت قائمة أصلاً على أسس وأصول تحدد المسئوليات وتحدد الإشراف عليها، وطبقًا لهذه الأسس فقد كانت جميع بطون قريش تنال كل منها مسئولية معينة بصورة تتساوي فيها البطون جميعها، فإذا كانت السقاية في بني هاشم، فقد كانت الرفادة في بني نوفل، والقيادة في بني أمية، والحجابة في بني عبد الدار، وهكذا كانت هناك عشر مسئوليات تم تقسيمها على مختلف الأسر في قبيلة قريش في زمان قصي بن كلاب جد قريش الأكبر.
وتتضح هذه الحقيقة في جميع مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي مثل تاريخ مكة المكرمة للأزرقي (المتوفى 244 هـ/ 858 م) والفاكهي (المتوفى 272 هـ/ 885 - 886 م) وغيرهما.
المنافسة بين بني هاشم وبني أمية:
أثيرت قضية المنافسة بين بني هاشم وبني أمية، وأرادت بعض الروايات في مصادرنا أن تثبت أن هذه المنافسة بين هاتين الأسرتين - اللتين تنتميان إلى عمومة واحدة من رجلين عظيمين من بطن بني عبد مناف بدأت منذ عهد الجاهلية، واستمرت حتى وصلت إلى زمان هاشم وحرب بن أمية، بل صدرت بعض الروايات -التي لا يمكن تصديقها أو قبولها بحال من الأحوال- عن هذين الاثنين، وطبقًا لهذه الروايات فإن أصحابها كما يظهر يحاولون إثبات أن المنافسة التي جرت بين الاثنين هي بذاتها نفس المنافسة التي استمرت بينهما طوال فترات العهد الإسلامي، والتي جعلت بني أمية يواجهون