المؤرخين المحدثين الاعتراف بالسند التاريخي لهذين الاسمين راجعا لمجرد جهلهم وعداوتهم الشديدة، بل قاموا بتحوير اسمه الكريم مرة بعد مرة، وتجنبوا عمدًا وقصدًا ذكر اسمه صحيحًا على ألسنتهم.
وفي النهاية وفي العصر الحديث اضطر الجميع إلى الاعتراف بالحقيقة التاريخية؛ لأن إنكار هذه الحقيقة سوف يمزق ستار علميتهم وموضوعيتهم.
لقد ظل المستشرقون ومن مضوا في ركابهم من المؤرخين الآخرين يطعنون في حسب ونسب الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم فراحوا يحطون من قدر نسبه، ويقللون من قدر حسبه ويقولون بأنه من أسرة اجتماعية متواضعة، وقد قام مرجليوث ومن تبعه بوضع افتراضهم على هذا الزعم الباطل بأن والده المحترم (عبد الله) توفي قبل مولده صلى الله عليه وسلم، ومن هنا كانت حالته المالية عليه الصلاة والسلام بعد يتمه غير طيبة، وبناء عليه اتجه صلى الله عليه وسلم في طفولته إلى احتراف رعى أغنام أهل مكة، وبخاصة عمه أبي طالب، وهذا في رأيهم دليل على تدني المستوى الاجتماعي، وقد أغفل جميع هؤلاء المؤلفين والمؤرخين الشواهد التاريخية التي تثبت أنه أحد أفراد أسرة بني هاشم، وهي من الأسر التي تتمتع بأشرف نسب، وكان لها شرف السيادة في الأشهر الحرم على قريش مكة طبقًا للأصول آنذاك، ومن هنا كان ينظر إليها نظرة إعزاز واحترام في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، وكان لبني هاشم شرف تحمل مسئولية السقاية بين أشراف قريش، وكل هذا لا يدل أبدًا على تدني المستوى الاجتماعي ولا على الضعف المالى كما زعم المؤرخون والمستشرقون. هذا بالإضافة إلى أنه قد اشتهر في العرب آنذاك أن يقوم أبناء الشرفاء والأحرار برعي ماشية الأسرة؛ لأن الرعي كان حرفتهم، وكان دليلاً على ثراء العديد من القبائل.
هذا وتبالغ بعض الروايات من مصادرنا ومراجعنا في أن بني هاشم كانت لها السيادة الكاملة في مكة المكرمة وبخاصة حتى موت عبد المطلب، وكان