تكون غير إسلامية، ولقد قام علماؤنا ومفكرونا ومؤرخونا بوضع الحكومات الإسلامية منذ زمان العهد النبوي وحتى زماننا على محك تلك الأصول، فأصدروا قراراتهم بإسلامية هذه الحكومة وعدم إسلامية تلك الحكومة. ولم يستطع واحد من المؤرخين المنصفين أن ينفي إسلامية الدولة الأموية أو الدولة العباسية أو الدولة الأيوبية؟ أو المملوكية أو دولة العثمانيين -على الأقل من ناحية الأصول- فضلاً عن خضوع خلايا كثيرة في الحياة للنظام الإسلامي في هذه الدول العظمى .. وبالتالي فهي داخلة -بكل المقاييس- في عصور التاريخ الإسلامي .. حتى وإن اختلفنا مع بعض صور التطبيق فيها كما هي سنة الله في الحياة البشرية!!
وعلى كل حال فنحن -من ناحية الهجمات المغرضة- سوف نقتصر في عرضنا هذا على تحليل العهد النبوي وعهد الخلافة الرشيدة، إذ إن الغارات الفكرية المغرضة على التاريخ الإسلامي بأكمله أمر يحتاج إلى مجلد ضخم!!