الإجراءات اللا إسلامية أو اللا أخلاقية جعلوا جميع إدارات الحكومة وإدارات الحاكم كلها غير إسلامية. وكان الواجب عليهم أن يتبعوا الأسلوب الصحيح، فيثبتوا خطأ ما هو خطأ، وينقدوه بموضوعية، ثم يبرزوا ويؤيدوا ما هو صحيح، وذلك لأن عمل المؤرخ في الحقيقة إنما هو تنقيح الروايات وتحليل الأحداث والوقائع التاريخية، وعليه فإن إصدار الفتاوى والأحكام الإجمالية العامة يخرج تمامًا وبأي حال من الأحوال عن دائرة عمله!!
ونحن في الصفحات المختصرة التالية سنقوم بتحليل معظم الهجمات المغرضة والحملات الفاسدة التي عممها أصحابها على مختلف عصور التاريخ الإسلامي وهنا يظهر سؤال هام وهو: ما هى عصور التاريخ الإسلامي؟
إن عصور التاريخ الإسلامي تتضمن بلا شك العهد النبوي حين كان الإسلام في أوج قوته وعظمته الدينية والدنيوية. ولا شك أنه يتضمن أيضًا زمان الخلافة الرشيدة، حين كانت أمور الخلافة تمضي طبقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن هل يتضمن التاريخ الإسلامي أيضًا عصور الخلافة الأموية والعباسية، حين تسربت بعض العناصر اللا إسلامية في الحكومة والسياسة؟ وما هو الاسم الذي يطلق على مختلف عهود الحكومات الإسلامية في زمان انحطاط الخلافة العباسية؟
إننا سوف نجيب على هذا السؤال بعد التحليل التاريخي لكل حكومة وخلافة، وبطريقة أصولية، ولا شك أنه يمكن الإجابة على هذا السؤال بطريقة أصولية، وهو أنه لا يوجد شكل خاص أو إدارة معينة للحكومة والسياسة في الإسلام. والحكومة والسلطة التي مضت طبقًا للأصول الإسلامية هى حكومة إسلامية وسلطة إسلامية. وتتصف بإسلاميتها طبقًا للقدر الذي مضت عليه طبقًا لهذه الأصول، وبقدر ما تتعارض سياستها مع هذه الأصول بقدر ما