لتدوينه لما يعجبه ومالا يعجبه ونتيجة لعصبيته، وهكذا قام معارضو الإسلام بالاستفادة من الكتابات الضعيفة لدى هؤلاء الكبار العظام وجعلوها عونًا لهم أثناء هجماتهم الفكرية ومؤامراتهم المغرضة على تاريخنا العظيم.
المستشرقون:
لا شك أن المستشرقين هم أكثر من شوهوا التاريخ الإِسلامي. وطبقًا لتصريحات العلماء والباحثين فقد بدأ الاستشراق أساسًا لطعن الإِسلام وتشويه صورته، وقد امتلأت قلوب المعارضين للإسلام، وبخاصة من أهالي البلاد المفتوحة بالعداوة للإِسلام، وهي عداوة امتزجت بالحقد والكراهية، وبعدها انتقل هذا الشعور المعادي للإسلام من جيل إلى جيل لقرون في شكل روايات راجت بين الروم والبيزنطيين والآراميين والمسيحيين واليهود. وهي روايات اعتمدت في معظمها -إن لم تكن كلها- على الشائعات واتسمت بالجهل بالحقائق والعداء الصارخ للإِسلام.
وهكذا طوت هذه الروايات رحلتها عبر الزمان على " مطية " الإِشاعات، كما عبرتها أحيانًا على صفحات كتابات ومؤلفات تاريخية، وعلى كتب الرحلات والأسفار. وقد أشعلت هذه العداوة للإِسلام العصبيات القومية والنعرات الحضارية والشعوبية، إلا أن المسلمين قد نجحوا -مع ذلك- إلى أن يصلوا بالحضارة إلى مدارج عالية وإلى أن يرقوا رقيًا سياسيًا كبيرًا وتتسع فتوحاتهم وتصل عندها العداوة للإِسلام إلى حد إعلان الحروب الصليبية.
وحين فشلت قوة سيوف ومدافع العالم الغربي والنصراني في إطفاء نور الإِسلام، بدأ هذا العالم الغربي والنصراني في استخدام خداع حركة الاستشراق، وبدأت هذه الحركة تبدو منظمة ومنسقة في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، وبدأ جربر دي أرالياك ( Gerber de araliac) وقسطنطين