الردة، أما العرب الوسطى فقد ارتد منها منطقة أسد وطيىء فقط، وهناك حقيقة هامة أن من بين القبائل المرتدة عددًا كبيرًا جدًا من المسلمين المخلصين الذين حافظوا على عقيدتهم بدمائهم وقت المحنة وأعلنوا الجهاد ضد المرتدين من قبيلتهم بعد قدوم جيوش الإسلام، ولهذا فمن الخطأ أن نقول بأن الردة أو الارتداد أو العصيان شمل العرب كلهم. والنظرية الأكثر خطأ هي تلك التي تقول بأن الخليفة الأول قد نشر الإسلام بحد السيف حتى أدخل العرب في الإسلام. وإنه ليثبت من خلال دائرة الإجراءات العسكرية والنطاق الذي تناولته العمليات العسكرية أنه لا يمكن إجبار العرب عن طريق القوة بقبول الإسلام، وتثبت الوقائع التاريخية أن عددًا من العصاة والمرتدين قد دخلوا دائرة الإسلام باقتناع ثم إن الإسلام لا يقول أبدًا بإجبار الناس بالقوة على اعتناق الدين. ومن هنا فإن التحليل التاريخي الذي يحاول المستشرقون والمؤرخون الجدد نشره بين الناس إنما بني على روايات خاطئة وأدلة ممسوخة واستنتاجات فاسدة.
الفتوحات الإسلامية الدوافع والأهداف
كما قام المستشرقون والمؤرخون الجدد بالبحث عن الدوافع والأهداف الاقتصادية للفتوحات الإسلامية في العهد النبوي، فإنهم يقومون أيضًا بالإشارة إلى الأسباب والعوامل الاقتصادية والعسكرية والعوامل الأخرى التي أدت إلى الفتوحات الإسلامية للبلاد المجاورة كالعراق والشام ومصر وإيران وغيرها في عهد الخلافة الرشيدة، إلا أن الحكاية الأعجب هي التي نسمعها منهم، وهي بداية الفتوحات الإسلامية بعد حروب الردة.