الدين؛ لأن هذه الفئات فهمت خطأ أن الزكاة واجبة فقط في حياة الرسول، ومصادرنا فيما يتعلق بهذه الفتنة قد حللت الفتنة تحليلاً صحيحًا حين قسمت المرتدين إلى طبقات ثلاث:
الطبقة الأولى: مانعو الزكاة. أنكرت هذه الطبقة إعطاء الزكاة، ولم تنكر أي ركن آخر من أركان الدين.
الطبقة الثانية: شملت أولئك الذين تركوا الإسلام وارتدوا.
الطبقة الثالثة: شملت من ادَّعوا النبوة ممن كانوا يحلمون بتحقيق سلطة سياسية في ظل ادعائهم النبوة.
وفيما يتعلق بدائرة فتنة الارتداد والعصيان، فيمكن أن تحدد عن طريق منازل الجيوش الأحد عشر التي كان أبو بكر قد أرسلها لقتال مختلف المرتدين والعصاة وقادة القبائل التي ظهر فيها مدعو النبوة. وقام الخليفة الأول نفسه بالاشتراك مع الجيش الذي قام ضد العصاة في رندة وذي القصة، وكانوا قد تجمعوا في مناطق مختلفة هناك، في محاولة للهجوم على المدينة إن وجدوا فرصة لذلك، أما باقي الجيوش فقد قام خالد المخزومي لمحاربة جيش بقيادة طلحة الأسدي كما أرسل عكرمة بن أبي جهل المخزومي وشرحبيل بن حسنة الكندي لقمع قبيلة بني حنيفة باليمامة الذي كان رأسها هو مدعي النبوة مسيلمة الكذاب، كما أرسل عمرو بن العاص لقتال المرتدين من قبائل قضاعة وكلب، وأرسل طريفة بن حاصر السلمي لمواجهة بني سليم، كما أرسل خالد بن سعيد الأموي لقتال المرتدين في المناطق الغربية من حدود الشام، بينما أرسل مهاجر ابن أبي أمية إلى اليمن، وأرسل السويد بن مقرن إلى تهامة اليمن، وأرسل عرفجة ابن هرثمة إلى مهرة، وأرسل حذيفة بن المحصن الأزدي إلى عُمان وعلاء بن حضرمي إلى البحرين.
يثبت من التحليل السابق أن المناطق الحدودية فقط هي التي أججت نيران