يفهم من مطالعة التاريخ الإِسلامي أن النظريات السيئة لهذه المؤلفات كلها اتهامات خاطئة، إذ إن جميع العرب قد أسلموا في العهد النبوي سوى سكان بعض المناطق القليلة للقبائل التي تعيش على الحدود، ولم تقبل قبائل هوازن، غطفان (عدا فزارة)، سليم، مزينة، جهينة، أسلم غفار، طيىء (عدا عوت وجديلة) خزاعة، كنانة، ثقيف، قريش، أنصار المدينة الأوس والخزرج أزد، أزد شنوءة، عبد قيس، وتميم (على الأقل ثلاثة فروع) وعدد آخر من القبائل، لم تقبل هذه القبائل الإسلام فقط وتقيم عليه، بل إن جميع أفرادها وشيوخها قد ظلوا على الإسلام في زمان تلك الفتنة، والقول بأن إسلام هذه القبائل كان إسلامًا ظاهريًا أو للعرض فقط أو بسبب من الأسباب الأخرى، إنما هو بمثابة مزاح على صفحات التاريخ الإسلامي، لقد سقوا الإسلام بدمائهم في حروب الردة. ويحاول خورشيد فاروق ومن هم على شاكلته من الأساتذة أن يضعوا هؤلاء الذين ادعوا النبوة في صف واحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما يفهم من الروايات أن الذين آمنوا بأقوال أولئك المتنبيين قد عادوا فكذبوا دعواهم تلك، ولم يبق معهم سوى من جمعتهم بهم العصبية القبلية.
لقد قام أبناء اليمن الذين ترأسهم فيروز الديلمي بالجهاد ضد الأسود العنسي، وقضوا عليه وسحقوا حركته، وقامت بعض جماعات قبيلة كل من طليحة الأسدي ومسيلمة الحنفي بالاشتراك في الجهاد الإسلامي، لقد كانت هذه فتنة الردة أساسًا، اشتركت فيها فقط بعض القبائل التي لم تتلق تعليمًا صحيحًا ولا تربية صحيحة.
لقد كان للعوامل الاقتصادية والعوامل السياسية دخل، إلا أن هذا لا يمكن أن يتطور ليتخذ شكل العصيان ضد الدين، لقد أرادت بعض الفئات التخلص من أداء الزكاة، إلا أنها كانت صادقة في مطلبها هذا، إذ ستقيم بقية أركان