إلى الإسلام كانت بسبب مصلحة سياسية وضغط عسكري أو بسبب الخوف والعقاب.

كما قرر الكاتب المذكور أن الثلاثة الذين ادعوا النبوة، مسيلمة الكذاب وطليحة الأسدي وأسود العنسي، هم رؤساء أكبر قبائل البلاد، وذكر أنه نتيجة لسوء نواياهم وقلوبهم السوداء انفصلوا عن رسول الله وتحرروا من سيطرته، كما ذكر أنهم كانوا أكبر منافسين للنبي صلى الله عليه وسلم، واعترف أيضًا بنبوتهم، كما اتهم بني هاشم والأنصار بعدم التعاون في حروب الردة، وعدم اشتراكهم في الجهاد الإِسلامي، بينما يذكر من ناحية أخرى أنه في حرب اليمامة اشتركت جماعة عددها أربعمائة أو أربعمائة وخمسون من الأنصار، كما يرى أيضًا أنه من بين الألف ومائتي شهيد من شهداء حرب اليمامة لا يزيد عدد المهاجرين والأنصار عن ثلاثمائة وهكذا نرى البيانات والمعلومات التي ساقها خورشيد فاروق مليئة بالتضاد والتناقض في كل السطور وفي كل الصفحات.

يريد المستشرقون ومن والاهم في الهند من مثل خورشيد أحمد فاروق، أن يثبتوا من خلال حروب الردة أن الإِسلام قد راج في العهد النبوي بين القبائل المركزية فقط، وأن بقية القبائل في نجد وتهامة واليمامة لم تدخل الإسلام، وإن كانت قد قبلت الإِسلام فإنما كان ذلك في الظاهر فقط، أما قبائل مناطق الحدود فكانت جميعها على غير الإسلام، وما حدث أصلاً كان عصيانًا سياسيًا لا ردة، لأنهم لم يسلموا أصلاً، وهذا العصيان كان يهدف إلى الحصول على الحرية الإقليمية، والتخلص من سيطرة المدينة، والتحرر من العبء الاقتصادي الملقى على كاهلها من قبل المدينة، ولقد أحاط العصيان السياسي بالبلاد جميعها ولم ينج منه سوى بعض المناطق المركزية، ولم يقم الخليفة الأول بسحق العصيان بحد السيف، بل أوقع العديد من المظالم الشديدة في المتمردين وأجبرهم بالقوة على قبول الإِسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015