ونسوق مثالاً واحدًا هنا دليلاً على خطئه، فطبقًا لبيان ابن إسحاق فإن بني سليم فقط قد أعدوا ألف مجاهد تقريبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لمهمة فتح مكة. فهل كانوا جميعًا غير مسلمين؟ ثم إنه ذكر أن هوازن وطيئا وغيرهم لم يكونوا مسلمين، بينما كانوا قد أسلموا. وهوازن لم يشاركوا في الردة. ودعوى المؤرخ المذكور هي في الواقع على عكس الواقع، أي أن السواد الأعظم كان من المسلمين، وأن عددًا قليلاً كان غير مسلم، وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نجحوا في التشويش على الآخرين. والخطورة الأكثر هنا هي تلك الحملة الخطرة التي قادها الكاتب خورشيد فاروق، فقال عن القبائل العربية إنها لم تكن مع المدينة ومع الإسلام بإيمان القلب وبإخلاص النية وصدقها، بل كانت معها نفاقًا وخوفًا من الخليفة، أو بسبب علاقة قرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو منة.
ثم يقول الكاتب المذكور: " ظلت قريش مكة وثقيف الطائف وبعض فروع قبائل نجد وعدة قبائل من قبائل المناطق المحيطة بالمدينة، بالإضافة إلى مزينة وجهينة وغفار وأسلم وأشجع وكعب، وهي القبائل التي خافت على نفسها عقاب الخليفة العسكري، أو كانت تربطها مع رسول الله قرابة أسرية، أو نتيجة لإحسانه وفضله، هذه القبائل ظلت تمسك بتلابيب الإسلام، أما بقية العرب فقد تغيرت اتجاهاتها وتغير لونها وعقدت العزم على التحرر من سيطرة المدينة ".
وطبقًا لبيان الكاتب المذكور لم يقبل أحد الإسلام في العهد النبوي بإخلاص من كل قلبه أو بفهم وإدراك، كما أن أحدًا لم يشأ أن يظل قائمًا على الإسلام بعد وفاة الرسول بإخلاص وإيمان، لقد قام عدي بن حاتم الطائي بإدخال قبيلته الباغية وبقية القبائل، وبخاصة بعض جماعات جديلة وأسد إلى حظيرة الإسلام بعد حرب بزاحة، إلا أن البروفيسر فاروق يرى أن عودتهم