والأنصار، ورأى أبو بكر أن هذا أمر لا يمكن العمل به، قدموا اقتراحًا بديلاً؛ وهو أن تكون الإمارة في قريش والوزارة في الأنصار، ثم أُسمعوا إرشاد النبي أن يكون الإمام والحاكم من قريش. وحين سمع الجميع الإرشاد النبوي خفضوا رؤوسهم، وحينئذ قام أبو بكر فأخذ بيد أخويه من المهاجرين، واقترح البيعة لأحدهم، إلا أن عمر أعلن أن لأبي بكر الأفضلية، وأشار بيده طالبًا أن يبايع الجميع أبا بكر، وعليه قام جميع الصحابة الموجودين فبايعوا أبا بكر، وطبقًا لرواية أخرى فإن عمر ذكر فجأة موضوع البيعة هذا، إذ لم يكن هناك أي تفكير مسبق في عقد الخلافة على أبي بكر، وبعدها صعد أبو بكر إلى المنبر في المسجد النبوي لأنه لم يشأ فقط أن يحصل على تصديق الأمة الذي حصل عليه، بل ليسمح وليأذن للأمة بأن تنتخبه، لأنها لم تكن قد انتخبته بعد. وهكذا أجمعت الأمة على مبايعته بالخلافة.
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُعلن العصيان في بعض مناطق الجزيرة العربية ضد الإسلام ومركز الإسلام " المدينة "، وهو العصيان الذي أطلق عليه المؤرخون المسلمون " الردة " أو " الارتداد ".
وقد حاول المستشرقون بصفة عامة، والمؤلفون المحدثون بصفة خاصة، اعتبار فتنة الردة هذه عصيانًا سياسيًا ورغبة تحرر طبيعية لدى قبائل العرب، ورغبة في التحرر من التسلط السياسي والعسكري لخلافة الصديق وسيطرة المدينة. والمستشرقون -طبقًا لأسلوب فكرهم الخاص- قالوا إن هذه الحركة كانت رغبة ومحاولة للحصول على الحرية، ويرون أن إطلاق اسم " ردة " أو " ارتداد " عليها إنما هو خطأ، وذلك لأنه إذا أطلقنا هذا الاسم