رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا» (?)، فقِه عمر بإسلامه فكان الخيار.

عمر فرّق الله به بين الحق والباطل، في مكة والمدينة وغيرهما، وإذا سلك فجا سلك الشيطان فجا آخر، ثم عثمان ذو النورين - رضي الله عنه -، من تستحي منه الملائكة، وهو مجهز جيش العسرة في سبيل الله، وهو جامع القرآن في مصحف واحد، وحاقن دماء المسلمين في الفتنة الكبرى، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وزوج بنته سيدة نساء العالمين في الجنة، ومن أحبه الله ورسوله، هؤلاء مبشرون بالجنة، من ضمن العشرة - رضي الله عنهم -، وهم صفوة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه - صلى الله عليه وسلم - هم صفوة الناس، بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والأمة المحمدية هي صفوة الأمم، وقد أيد الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالسابقين الأولين، في مكة وفي بيعة العقبة الأولى، والثانية، وقام معه المهاجرون والأنصار، بأمر هذا الدين، فأعزه الله بهم ونصره، فنفذ أمر الله تعالى، وبلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاد، فما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه، ولا شرا إلا حذرها منه، وقال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ» (?)، وقال: ... «تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك» (?) وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه. . .» الحديث (?).

إنه المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، صفوة الخلق أجمعين من الأولين والآخرين، تعلّم منه أصحابه أحب الناس إليه، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «دعوا لي أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو أنفقتم مثل أحد - أو مثل الجبال - ذهبا، ما بلغتم أعمالهم» (?) فلا أحد أحق منهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015