بدهيا، أن كل ما جانب الكتاب والسنّة الصحيحة، فهو هراء والإسلام منه براء، نعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن تلك الفرق أنها في النار، إلا واحدة، وبين - صلى الله عليه وسلم - أن الفرقة الناجية هم الباقون على ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضي الله عنهم -، ومما يؤيد هذا حديث حذيفة - رضي الله عنه - قال: "كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم» قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ ، قال: «نعم، وفيه دخن» قلت: وما دخنه؟ ، قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ ، قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها» قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ ، قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم» قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ ، قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» (?)، وعجبا لمن يُخرج الخلفاء الراشدين وعموم الصحابة من المهاجرين والأنصار وغيرهم - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان من جماعة المسلمين، بل هم جماعة المسلمين، وهم الفرقة الناجية، فمن مثل أبي بكر - رضي الله عنه - من عموم الفرق التي تدعي أنها الناجية، ومن مثل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، أحب العمرين إلى الله، إذ تحقق فيه دعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللهم أيد هذا الدين بأحب الرجلين إليك: عمر بن الخطاب، أو أبي جهل بن هشام» (?). فكان أحب الرجلين إليه عمر - رضي الله عنه -، روى هذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جماعة، منهم: علي بن أبي طالب، وابن عباس، وعائشة، وأبو سعيد الخدري، وابن مسعود، وخباب، وأنس - رضي الله عنهم -، فضيلة تفرد بها عمر، لم يشركه فيها أحد - رضي الله عنه -.

والمراد بأحب العمرين أفضلهما عند الله، فإن الله لا يحب من كفر به، ولو كان لكل منهما مكانته في الجاهلية، فإن من أسلم أزكى وأفضل من الباقي عليها، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015