بِأَهْلِهِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَسْأَلَةٌ نَسْأَلُكَ قَالَ: سَلُوا، قَالُوا: مَا تَقُولُ فِي رَجُلٌ يَقُولُ: اللهُمَّ ارْزُقْنِي، قَالَ حَاتِمٌ: مَتَى طَلَبَ هَذَا الرِّزْقَ فِي الْوَقْتِ أَمْ قَبْلَ الرِّزْقِ، قَالُوا: لَيْسَ يُفْهَمُ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: إِنْ كَانَ هَذَا الْعَبْدُ طَلَبَ الرِّزْقَ مِنْ رَبِّهِ فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ فَنِعْمَ وَإِلَّا فَأَنْتُمْ عِنْدَكُمْ حَرْثٌ وَدَرَاهِمُ فِي أَكْيَاسِكُمْ، وَطَعَامٌ فِي مَنَازِلِكُمْ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: اللهُمَّ ارْزُقْنَا قَدْ رَزْقَكُمُ اللهُ فَكُلُوا وَأَطْعِمُوا إِخْوَانَكُمْ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَسَلُوا اللهَ حَتَّى يُعْطِيَكُمْ، أَنْتَ عَسَى تَمُوتُ غَدًا وَتَخَلُفُ هَذَا عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَأَنْتَ تَسْأَلُهُ أَنْ يَرْزُقَكَ زِيَادَةً، فَقَالَ عُلَمَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ: نَسْتَغْفِرُ اللهَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا أَرَدْنَا بِالْمَسْأَلَةَ تَعَنُّتًا " (?).
6 - وأنشد بعضهم:
يا واعظ النّاس قد أصبحت متّهما. إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها
أصبحت تنصحهم بالوعظ مجتهدا. فالموبقات لعمري أنت جانيها
تعيب دنيا وناسا راغبين لها ... وأنت أكثر منهم رغبة فيها (?)
- - - - - - - - - - - -