مَعَكَ أَرْبَعُ خِصَالٍ قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هِيَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: تَغْفِرُ لِلْقَوْمِ جَهْلَهُمْ وَتَمْنَعُ جَهْلَكَ عَنْهُمْ وَتَبْذُلُ لَهُمْ شَيْئَكَ، وَتَكُونُ مِنْ شَيْئِهِمْ آيَسًا، فَإِذَا كَانَ هَذَا سَلِمْتَ. ثُمَّ سَارَ إِلَى الْمَدِينَةَ فَاسْتَقْبَلَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا قَوْمُ أَيُّ مَدِينَةٍ هَذِهِ قَالُوا: مَدِينَةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،قَالَ: فَأَيْنَ قَصْرُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، قَالُوا: مَا كَانَ لَهُ قَصْرٌ، إِنَّمَا كَانَ لَهُ بَيْتٌ لَاطِئٍ، قَالَ: فَأَيْنَ قُصُورِ أَصْحَابِهِ بَعْدَهُ، قَالُوا: مَا كَانَ لَهُمْ قُصُورٌ، إِنَّمَا كَانَ لَهُمْ بُيوتٌ لَاطِئَةٌ قَالَ حَاتِمٌ: يَا قَوْمُ فَهَذِهِ مَدِينَةُ فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَقَالُوا: هَذَا الْعَجَمِيُّ يَقُولُ: هَذِهِ مَدِينَةُ فِرْعَوْنَ وَجُنُودِهِ، قَالَ الْوَالِي: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ حَاتِمٌ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ أَنا رَجُلٌ عَجَمِيٌّ غَرِيبٌ دَخَلْتُ الْمَدِينَةَ، فَقُلْتُ: مَدِينَةُ مَنْ هَذِهِ، قَالُوا: مَدِينَةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -،وقُلْتُ: فَأَيْنَ قَصْرُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَأُصَلِّي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ قَالُوا: مَا كَانَ لَهُ قَصْرٌ إِنَّمَا كَانَ لَهُ بَيْتٌ لَاطِئٌ، قُلْتُ: فَلِأَصْحَابِهِ بَعْدَهُ، قَالُوا: مَا كَانَ لَهُمْ قُصُورٌ إِنَّمَا كَانَ لَهُمْ بُيوتٌ لَاطِئَةٌ وَقَالَ اللهُ تَعَالَى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:21] فَأَنْتُمْ بِمَنْ تَأَسَّيْتُمْ بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ أَمْ بِفِرْعَوْنَ أَوَّلَ مَنْ بَنَى بِالْجَصِّ وَالْآجُرِ، فَخَلُّوا عَنْهُ وَعَرَفُوهُ فَكَانَ حَاتِمٌ كُلَّمَا دَخَلَ الْمَدِينَةَ يَجْلِسُ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُحَدِّثُ وَيَدْعُو، فَاجْتَمَعَ عُلَمَاءُ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى نُخْجِلَهُ فِي مَجْلِسِهِ فَجَاؤُوهُ، وَمَجْلِسُهُ غَاصٌّ