قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا} [المزمل: 11] .
قوله: {وَالْمُكَذِّبِينَ} مفعول معه، أي: مع المكذبين، كما تقول: تركته والأسد، أي: مع الأسد، والمعنى: أرضى بعتاب المكذبين، أي: لست تحتاج إلى أكثر من ذلك، كما تقول: دعني وإياه فإنه يكفيك ما ينزل به مني، وهو تهديد.
* * *
{أَنْ} هاهنا مخففة من المثقلة، و (الهاء) مضمرة معها، والتقدير: أنه سيكون منكم مرضى، و {مَرْضَى} اسم {يَكُونُ} و {مِنْكُمْ} الخبر، والجملة خبر {أَنْ} ، ولا يلي الفعل (أن) المخففة إلا مع العوض، والعوض نحو: السين هاهنا، ونحو {لاَ} من قوله: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا} [طه: 89] .
* * *
{هُوَ} : فصل، وهو الذي يسميه الكوفيون عماداً ونصب {خَيْرًا} ؛ لأنه مفعول ثان لـ {تَجِدُوهُ} ، والفصل يدخل بين كل معرفتين لا يستغني أحدهما عن الآخر، أو بين معرفة ونكرة تقارب المعرفة، نحو قولك: زيد هو خير منك، وكان عمرو هو أفضل من بكرٍ، والمواضع التي يدخل فيها الفصل أربعة:
يدخل بين المبتدأ والخبر، وبين اسم كان وخبرها، وبين اسم (إن) وخبرها، وبين مفعولي الظن.
{ومن سورة المدثر}
* * *