نصباً لأن الضرب ليس من هذا القبيل، ومن هذا القيبل قوله تعالى: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} [الكهف: 12] ، وقوله: {لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} [مريم: 69] ، وقوله: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} [الكهف: 19] ، وقد شرحنا ذلك.
* * *
يسأل عن موضع {مَنْ} من الإعراب؟
والجواب: أنها في موضع رفع؛ لأنه فاعل {يَعْلَمُ} والتقدير: يعلم الذي خلق ما في الصدور، ولا يجوز أن تكون مفعولة لـ {يَعْلَمُ} ؛ لأن المعنى لا يصح على ذلك، وذلك أن (من) لمن يعقل دون ما لا يعقل فلو جعلت _من) مفعولة لصار المعنى أنه يعلم العقلاء خاصة ولا يعلم سواهم وهذا لا يصح على القديم.
* * *
يقال ما معنى: {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} ؟
والجواب: أنه تعالى وطأ لهن الهواء، ولولا ذلك لسقطن، وفي ذلك أكبر آية، قال مجاهد وقتادة: الطير تصف أجنحتها تارة وتقبضها أخرى.
ومما يسأل عنه أن يقال: كيف عطف {يَقْبِضْنَ} وهو فعل على {صَافَّاتٍ} وهو اسم، ومن الأصل المقر لأن الفعل لا يعطف على الاسم، كذلك الاسم لا يعطف على الفعل؟
والجواب: أن {يَقْبِضْنَ} وإن كان فعلاً فهو في موضع الحال وتقديره تقدير اسم فاعل، و {صَافَّاتٍ} حال، فجاز أن يعطف عليه، فكأنه قال: أو لم يروا أن الطير فوقهم صافات وقابضات، وقد جاء مثل هذا في الشعر، قال الراجز: